حذّرت السلطات الصحية بمدينة سبتة والمناطق المجاورة من خطر تفشي فيروس غرب النيل، بعد تسجيل إصابات ووفيات في بعض أقاليم الأندلس وإكستريمادورا الإسبانية وسبتة، خصوصاً في محيط دون بنيتو وبيناوينثا، مما أثار مخاوف من احتمال امتداد العدوى إلى مناطق أخرى، بينها المغرب.
ينتمي فيروس غرب النيل إلى عائلة الفيروسات المصفرة (Flaviviridae)، وينتقل أساساً عبر لسعات بعوض كيولكس الذي يلتقط العدوى من طائر مصاب ثم ينقلها إلى الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن الفيروس لا ينتقل مباشرة من شخص لآخر، وإنما عبر لسعة البعوض فقط.
في معظم الحالات، لا تتجاوز الأعراض حمى خفيفة وآلاماً عضلية مصحوبة بالإرهاق والغثيان والتقيؤ، وتختفي عادة في غضون 3 إلى 6 أيام دون مضاعفات. غير أن 20% من الحالات قد تتطور إلى أشكال خطيرة مثل التهاب السحايا أو الدماغ أو شلل رخو حاد، خاصة لدى كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة أو ضعف في المناعة. وتبلغ فترة حضانة الفيروس ما بين 3 أيام وأسبوعين، وقد تمتد نادراً إلى ثلاثة أسابيع.
ولا يتوفر حالياً أي لقاح مخصص للإنسان، ويقتصر علاج الحالات الحادة على الرعاية الطبية الداعمة، بما في ذلك تزويد المريض بالسوائل عبر الوريد، المراقبة الدقيقة في المستشفى، والدعم التنفسي عند الحاجة. كما أن الأشخاص الذين يشفون من الإصابة يكتسبون مناعة طويلة الأمد ضد الفيروس.
وتبقى الوقاية الوسيلة الأكثر فاعلية للحد من انتشار المرض، من خلال:
استعمال طاردات الحشرات.
ارتداء ملابس طويلة وفضفاضة بألوان فاتحة.
استخدام الناموسيات على النوافذ والأسرة.
تجنب الخروج في أوقات نشاط البعوض (الفجر والغسق).
التخلص من أماكن تجمع المياه الراكدة وتنظيف قنوات المياه والمسابح بانتظام.
ويتوقع الخبراء ارتفاعاً في عدد الإصابات خلال أواخر غشت وبداية شتنبر، بفعل ارتفاع درجات الحرارة التي تساهم في زيادة نشاط البعوض. وهو ما يجعل مكافحة هذه الحشرة والوقاية من لسعاتها خطوة أساسية لتفادي مضاعفات خطيرة قد تهدد الحياة.

