قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمكناس، بإدانة زوجة وعشيقها وشريكهما بتهم تتعلق بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، تلاه ارتكاب جناية السرقة الموصوفة ليلاً باستعمال العنف ومفاتيح مزورة. وحكمت المحكمة على الزوجة وعشيقها بـ25 سنة سجناً نافذاً لكل واحد منهما، فيما أدين شريكهما بعشر سنوات سجناً، إضافة إلى أداء غرامات وتعويضات مالية مهمة لفائدة ذوي حقوق الضحية، بالتضامن بينهم.
وتعود تفاصيل القضية إلى إشعار المصالح الأمنية بالحاجب بوقوع اعتداء دموي استهدف صاحب محطة وقود تقع على الطريق الوطنية رقم 6 بين مكناس والحاجب. وعند وصول عناصر الأمن إلى مكان الحادث، عُثر على الضحية (س.ح) مضرجاً في دمائه ومغمى عليه، ليتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي 20 غشت بالحاجب، ثم إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس، حيث فارق الحياة متأثراً بإصاباته الخطيرة في الرأس رغم خضوعه لعملية جراحية مستعجلة.
وفي أقوالها أمام الضابطة القضائية. صرحت زوجة الهالك بأن زوجها اعتاد أداء صلاة الفجر بمسجد قريب من محطة الوقود. وأنه خرج كعادته يوم الحادث ولم يعد. وأضافت أنها حين استيقظت حوالي العاشرة صباحاً لاحظت أن الأنوار لا تزال مشتعلة بالمنزل، وأن غرفة نوم زوجها مبعثرة، كما اكتشفت سرقة مجوهراتها ومجوهرات شقيقتها التي قدّرت قيمتها بنحو 20 مليون سنتيم.
غير أن التحريات التقنية، خاصة بعد مراجعة كاميرات المراقبة المحيطة بالمنزل، كشفت عن تفاصيل مغايرة. إذ ظهر شخص يحمل حقيبة على ظهره وعصا بيده، وهو يتعقب الضحية في اتجاه المسجد. قبل أن يوجه إليه ثلاث ضربات قاتلة على الرأس. وبعدها استخدم مفاتيح الضحية لدخول الفيلا وسرقة محتوياتها، ثم غادرها عبر الساحة الخلفية.
وبعد تكثيف الأبحاث، تمكن المحققون من تحديد هوية المشتبه فيه الرئيسي (ه.ه). الذي اعترف أثناء التحقيق التمهيدي بارتكابه الجريمة بتحريض من زوجة الضحية. التي خططت للعملية بهدف الاستيلاء على ممتلكات زوجها، بما فيها محطة الوقود. كما أقرّ بأن الزوجة سلّمته بعد الجريمة مجوهراتها ومبلغاً مالياً قدره مليون ونصف سنتيم، إضافة إلى وثائق تخص الهالك. وطلبت منه إخفاءها في مكان آمن.
ورغم اعترافات العشيق المفصلة وتأكيد شريكهما في الجريمة لتورط الزوجة في التحريض والتخطيط . فإن الأخيرة أنكرت التهم الموجهة إليها بشكل قاطع. غير أن المحكمة اعتبرت الأدلة والاعترافات كافية لإدانتها وشركائها.

