كشف تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية بعنوان “الاتجاهات العالمية في انتشار استخدام التبغ 2000–2024 والتوقعات 2025–2030” عن بيانات مهمة حول ظاهرة التدخين في المغرب، حيث يقدّر عدد المدخنين البالغين بحوالي 3.5 ملايين شخص عام 2024، ما يمثل تحديا صحيا واقتصاديا متناميا للمملكة.
وأشار التقرير، الصادر في 6 أكتوبر 2025، إلى أن معدل انتشار التدخين بين البالغين فوق 15 سنة يتراوح بين 9.6% و12.6% وفق تقديرات مختلفة. وأبرز التقرير استمرار الفجوة الكبيرة بين الجنسين، إذ تبقى الظاهرة ذكورية الطابع بوضوح، على غرار معظم دول إقليم شرق المتوسط، حيث بلغ معدل التدخين بين الرجال بين 18.5% و24% (أي نحو 3.34 ملايين مدخن)، مقابل 0.7% إلى 1.2% فقط بين النساء، أي حوالي 160 ألف مدخنة.
ويظهر من هذه البيانات أن معدل التدخين لدى الرجال يفوق معدل النساء بما يزيد عن 26 مرة. وهو تفاوت يُعزى بشكل رئيسي إلى العوامل الاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع المغربي.
كما أشار التقرير إلى أن المغرب يندرج ضمن الدول التي تسجل أبطأ معدلات انخفاض استهلاك التبغ على مستوى العالم . خاصة بين الرجال، وتوقع أن يرتفع معدل التدخين لدى الذكور في المنطقة إلى نحو 32% بحلول 2025 . مما يهدد بتداعيات صحية واقتصادية جسيمة، منها أمراض القلب والرئة والسرطان. إلى جانب تراجع الإنتاجية وارتفاع تكاليف العلاج.
وفي هذا السياق، دعت منظمة الصحة العالمية الحكومة المغربية إلى تعزيز سياسات مكافحة التدخين عبر رفع الضرائب على منتجات التبغ . وتكثيف حملات التوعية بمخاطره، ودعم برامج الإقلاع عنه. وتواصل وزارة الصحة المغربية تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التدخين . والتي تشمل توسيع المناطق الممنوع فيها التدخين وتشديد الرقابة على الإعلانات والترويج غير القانوني لمنتجات التبغ.

