يشهد المغرب خلال الموسم الحالي وفرة غير مسبوقة في إنتاج زيت الزيتون. ما انعكس بشكل مباشر على الأسعار التي سجلت انخفاضاً حاداً مقارنة بالعام الماضي. في ظل تخوفات لدى المهنيين من استمرار هذا التراجع بسبب ضعف الطلب المحلي وعدم وجود منافذ كافية لتصريف الفائض.
وفي هذا السياق، أوضح عبد العالي الزاز، عضو مكتب الفيدرالية البيمهنية المغربية للزيتون، أن الأسعار تراجعت بشكل ملحوظ بفعل وفرة الإنتاج الوطني وتعدد مصادر العرض على الصعيد الدولي. وأضاف أن سعر اللتر الذي بلغ السنة الماضية حوالي 120 درهماً، انخفض حالياً إلى حدود 50 درهماً. بل إن بعض المتعاملين يعرضونه ما بين 30 و35 درهماً، غير أن المهنيين يشيرون إلى صعوبة تثبيت سعر قار للمنتوج في ظل تقلبات السوق.
وأكد الزاز أن المنافسة الخارجية تلعب دوراً أساسياً، خاصة مع تسجيل محاصيل وفيرة في دول مثل إسبانيا وتونس وتركيا. الأمر الذي يزيد الضغط على السوق المغربي. كما شدد على أن أي طلب خارجي، خصوصاً من أسواق كبرى كالولايات المتحدة، يمكن أن يرفع الأسعار نسبياً. أما إذا ظل الاستهلاك محصوراً في السوق الداخلية، فإن الأسعار مرشحة لمزيد من التراجع.
من جهة أخرى، لفت المتحدث إلى أن القطاع يواجه تحديات مناخية متزايدة، إذ لم تعد الفصول تعرف انتظام كما في السابق. حيث ترتفع درجات الحرارة نهاراً إلى نحو 37 درجة قبل أن تنخفض ليلاً إلى ما بين 17 و18 درجة. فضلاً عن اختلال مواعيد التساقطات المطرية، ما يربك الدورة الفلاحية.
وبدوره، أوضح أحمد الغزواني، عضو بالفيدرالية الوطنية لمنتجي زيت الزيتون (Interpolive)، أن الموسم الحالي يبشر بإنتاج مرتفع مقارنة بالسنوات الأخيرة. وذلك بفضل التساقطات المطرية التي كان لها أثر إيجابي على صحة شجرة الزيتون. وأشار إلى أن المحصول المرتقب قد يتضاعف هذه السنة مقارنة بالمواسم السابقة، رغم استمرار التحديات المرتبطة بشح الأمطار وظاهرة التغير المناخي، مؤكداً أن الجودة والكمية تسجلان نتائج مشجعة.